تُعد المياه العذبة أهم مورد على الإطلاق للبشر، فبدونها لا توجد حياة، لهذا يعد الأمن المائي أهم مكونات الأمن القومي بمفهومه الشامل لأي دولة، وينظر إلى إدارتها – الآن - على أنها أحد أكثر المخاطر العالمية المحدقة بالمجتمعات على مدار الأعوام التالية، مما يستوجب على الجهات المفوضة والمسؤولة عن موارد المياه العذبة، التركيز على حماية منشآتها، وتعزيز سبل الحفاظ على أمنها وسلامتها من الأخطار التي قد تتعرض لها، مما قد يؤثر بالتالي على آليات تزويد المواطن بالماء الضروري للحياة، ومن هنا صار من اللازم، أن تحرص مؤسسة التحليةعلى الأخذ بعين الاعتبار هذه المهمة الصعبة على عاتقها، لحميات منشآتها الحيوية وتأمين سلامتها، بتبني أفضل الممارسات، وأعلى المعايير، وفق أسلوب منهجي استباقي يعمل على تحديد المخاطر التي قد تتعرض لها منشآتها، وتقييم درجة الخطورة، وتحديد آليات الاستجابة المناسبة للتصدي لها، بما يحقق أهداف المؤسسة الاستراتيجية، فأفردت لذلك إدارة خاصة هي: "إدارة الأمن الصناعي"، والتي تقوم بإعداد استراتيجيات وسياسات حماية أمن المؤسسة، وكل ما يرتبط بها من مرافق ومنشآت، وتطوير منهجيات وأدوات وأساليب، لتحديد وتقييم المخاطر، وآليات التصدي لها.

إدارة الأمن الصناعي

هي إحدى الإدارات المرتبطة بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، حيث تعمل على متابعة الإجراءات الوقائية في المؤسسة والمنشآت التابعة لها، والتي تهدف إلى حماية العنصر البشري من مخاطر العمل، والمحافظة على الممتلكات من الكوارث والأخطار، والعمل على استمرارية الإنتاج من خلال توفير بيئة عمل آمنة، وخالية من الأخطار، والحوادث، والإصابات.

حفاظا على ديمومة أمننا المائي واستمراره

  • عززنا خدمات الأمن الصناعي في منشآتنا الحيوية
  • نعمل لتأمين منشآتنا الحيوية وسلامتها وفق أعلى معايير السلامة والأمان
  • دربنا طواقمنا العاملة على أحدث الطرق والوسائل الدفاعية لمواجهة الأخطار المحتملة
  • كونا منظومة أمنية متكاملة وموحدة وتمتاز بالمرونة لمواجهة الأزمات
  • نراعي ونلتزم بكافة اللوائح والأنظمة الأمنية الصادرة من الجهات المختصة.
  • حققنا 100% بيئة عمل آمنه للمنشآت والأفراد
المبادرات والأنشطة

وانطلاقا من حرصها على التميز، وتوفير الأمن والسلامة للمنشآت والأفراد، للمحافظة على استمرارية الإنتاج وحمايته من المخاطر، قامت المؤسسة العامة للتحلية، بتنفيذ العديد من النشاطات والمبادرات النوعية في مجال خدمات وبرامج الأمن الصناعي، نذكر منها:

  • بالتنسيق مع الجهات الأمنية نفذت الإدارة العامة للأمن الصناعي في المؤسسة تدريبا مكثفا لرصد «الطائرات بدون طيار»، والتدريب على الأسلحة، وذلك اتساقًا مع الأدوار المنوطة بها.

  • نفذت إدارة الأمن الصناعي مجموعة من المبادرات التدريبية للعاملين في جميع مواقع العمل ومحطات التحلية، معززة بزيارة ميدانية لمديري الإدارات في منطقتي الرياض وجازان، للوقوف على آخر الاستعدادات والجهود.

  • نفذت الإدارة المختصة بالأمن الصناعي دورات تدريب خاصة لرجال الأمن على كيفية رصد الطائرة المسيرة بدون طيار في جميع مواقع التحلية، والتنبه لذلك في جميع الأوقات، وكيفية التعامل مع الموقف، وتعبئة النماذج الخاصة بذلك وإرسالها إلى الجهات الأمنية بعد إبلاغهم هاتفياً بذلك، إضافة إلى إنشاء خط ساخن مرتبط بالمحطات الصناعي، وإنشاء وحدة للعمليات المشتركة بالتعاون مع الدوريات الأمنية، إضافة إلى تدريب الأمن الصناعي على الأسلحة ورصد الطائرات.

  • قامت المؤسسة خلال الأعوام الماضية، بتنفيذ تجربة فرضية للتوقف القسري لمحطات التحلية في الجبيل ورأس الخير نتيجة عمل عدواني متزامن أدى إلى وقف إنتاج الماء والكهرباء، ووقف إمداد مياه الشرب المحلاة لمناطق الرياض والقصيم وحفر الباطن.

  • تعاقدت المؤسسة العامة لتحلية المياه مع شـركة متخصصة لتنفيذ مشـروع توريد الستر الواقية من الرصاص لحماية رجال الأمن بالمحطات وأنظمة النقل التابعة لها.

  • التعاقد مع شركة متخصصة لتنفيذ مشـروع تركيب الحواجز البحـرية في محطات الجبـيل ورأس الخير والخبر والخفجي ، والشقيق وفرسان، والتحليل الفني لذلك. وتم تعميد تركيب كاميرات تشغيلية لجميع المحطات وأنظمة النقل، وتم تعميد تركيب المصـدات الهيدروليكية والحواجـز الخرسانية لجـميع المحطـات.

  • العمل على تنفيذ مشروع إنشاء مقرات أمن المنشآت، في العديد من المناطق كالرياض، والمنطقة الشرقية، ومنطقة المدينة المنورة والمنطقة الشمالية، ومنطقة مكة المكرمة.

التزام المؤسسة بتطوير صناعة التحلية

وتأتي هذه الاستراتيجية التي وضعتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لحماية الأمن المائي في المملكة، تأكيدا على التزام المؤسسة بتطوير صناعة التحلية من كافة جوانبها، والحفاظ على استدامتها، والمساهمة الفاعلة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030، لتساهم في تقديم الحلول للمخاطر والتحديات الآنية والمستقبلية المتعلقة بالمياه.

فالمياه العذبة تُعَدُّ ثروة نادرة، وأصبح توافرها أكثر صعوبة بسبب الضغط السكاني، والتغير المناخي، وتُعَدُّ مياه البحر المحلاة موردًا شديد الأهمية بالنسبة إلى توفير احتياجات سكان المملكة، والاقتصادات الحديثة التي أصبحت تعتمد على التحلية، وفي حال حدوث انقطاع إمدادات المياه – لا سمح الله - لفترات طويلة؛ فإن ذلك سيترك عواقب خطيرة تهدِّد الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يستدعي المواصلة على دراسة التدابير الوقائية، والإجراءات التي تضمن الأمن المائي للجميع، ووضع الخطط التنفيذية لسيناريوهات المواجهة المقترحة.